الوعد ….
أأخبرك سرًا ؟ أنا لست بتلك الفتاة التى طالما حلمت بها ورسمتها فى مخيلتك .
أنا لست بأميرتك الحسناء التى رجوتها فى دعائك .
أأخبرك سرًا أخر ؟ لقد أخنثت بوعدى لك ، رغم قسمى لك بأننى سأحارب جميع الظروف من أجله.
لكننى لم أستطع الصمود أكثر من ذلك.
فألتمس لى العذر سيدى ، فحبيبتك ورقة جافة، إقتلعتها رياح إمشيرية هوجاء، تتقاذفها يمنةً ويسارا، دون إرادة منها.
أنا بقايا إمرأة مثقلة بأوذار العشق وأدناس الغياب . فرفقا بى.
وعدتك بألا أرهق عيناى التى تعشق النظر إليهم ، بالسهر والدموع.
لكننى أنثى ضعيفة، سيئة، متقلبة المزاج ليست جديرة بالعهود والمواثيق.
أتدرى ماهو الليل فى وحشة الفراق؟ أتعلم ماهو الإشتياق للمحبوب فى غيبته؟ انه الألم حقا، انه نزيف الروح المستمر .
أخبرنى برب السماء كيف أتحمل ذلك؟ أخبرتنى بأننى مليكتك وحبيبتك وطفلتك المدللة، وأخبرتك بأنك سلطانى وأميرى المبجل .
لقد صدقت فى وعدك لى، لكننى لم أصدق بعد. لا تجدد ثقتك بى، فمن يخون العهد مرة يخونه مرات .
أدعى التماسك للحظات، لكن بمجرد تذكرك أعود طفلة صغيرة بلهاء، تصرخ بصوت عال، تنساب دموعها من مقلتيها بغزارة.
سيدى ! الم يخبروك بأننى لم أعد بخير منذ غيابك؟ أصبحت دائمة التفكير، دائمة الصمت،ودائمة العناد.
أدمنت كل شىء يذكرنى بطيفك .
تمنيت ألا نتجرع وجع الغياب، وألا يكون البعاد من نصيبنا، لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.
أعلم بأنك تتألم مثلى تماما، وربما أكثر .
لكنك أقوى من حبيبتك الضعيفة . لا تحملنى مالا أقوى عليه، ومالا
أطيقه، فأنا تائهه فى بحور الوله والحرمان، لا أجد لى مرفأً، قلوعى محطمة
بالكامل، ولا أعرف الا قلبك عنوان .