لعللكِ أصابتك الدهشة عندما قرأتِ عنوان الموضوع وتسآلتِ هل فعلًا تطرق الرسول لمثل هذا الموضوع؟ هل كان الرسول يتحدث عن مثل هذه الأمور الصغيرة في حياتنا اليومية!.
لنقرأ هذه القصة الصغيرة التي حدثت بين رسول الله وابنته فاطمة رضي الله عنها. بعد زواج فاطمة رضى الله عنها ذهبت في يوم عند رسول الله تشتكي له من كثرة أعمال المنزل ومتطلبات البيت وتطلب منه أن يوفر لها خادمًا، وعلى لسان سيدنا عليّ رضيّ الله عنه قال:"شكت ما تلقى في يدها من الرحى" أي آلمتها يدها من كثرة استعمال الرحى (وهي الأداة التي كانت تستخدمها لطحن الحبوب وهي عبارة عن حجرين فوق بعضهما في وسطهما يد لتحريك الحجر العلوي) فكانت يديها تتأثر من الحجر.
بعدما سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- شكوتها قال: "ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟ إذا أويتما إلى فراشكما، أو أخذتما مضاجعكما، فكبرا ثلاثًا وثلاثين، وسبحا ثلاثًا وثلاثين واحمدا ثلاثًا وثلاثين، فهذا خير لكما من خادم" - صحيح البخاري
هكذا كان رسول الله وسط أصحابه وأهله مُعلمًا ومربيًا ويشاركهم صغائر أمورهم ويوجههم باللطف واللين، وهذه كانت وصيته لابنته فاطمة وغيرها من بنات المسلمين من كانت تصعب عليها أعمال منزلها لتذكر الله كل ليلة قبل النوم: تكبر أي تقول "الله أكبر" ثلاث وثلاثين مرة وتسبح أي تقول "سبحان الله" ثلاث وثلاثين مرة، وتحمد الله أي تقول "الحمدلله" ثلاث وثلاثين مرة.
ولا أخفيكم سرًا أن هذه الوصية ليست للنساء فقط بل كل مسلم رجل وامرأة اذا فعل ذلك كل يوم قبل نومه سيسهل عليه شئون يومه التالي جميعها.