كان قوم إبراهيم يعبدون الأصنام في قرية تسمى (أوو)التي تقع في بابل بالعراق .
كان آزر أبو سيدنا إبراهيم يصنع التماثيل التي كانوا يعبدونها .
كان إبراهيم منذ صغره يحب التفكر والتأمل وكان يستعجب من قومه كيف كانوا يصنعون التماثيل ويعبدونها وهى لا تنفع ولا تضر.
فلما كبر إبراهيم نظر إلى السماء فرأى كوكبا يلمع فقال هذا هو ربي ؟فلما اختفى قال لا يمكن أن يكون هذا إلها،فلما رأى القمر منيرا قال هذا هو ربي؟ فلما طلعت الشمس وذهب القمر لم يحب ذلك سيدنا إبراهيم.
وعلم أنه يوجد إله واحد هو خالق هذا الكون كله وخالق الشمس والقمروالنجوم والكواكب.
فبدأ إبراهيم دعوته في قومه .
((وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ * فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ * فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ))79:74 الأنعام
وهدى الله نبيه إبراهيم عليه السلام وأرسله رسولا ونبيا لقومه ،وكان أول من دعاه أبوه لكنه قابل دعوته بالعناد والكبرّ.
((وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ))
وفي يوم عيد القوم خرجوا للعب وللاحتفال بعيدهم،ولم يخرج معهم إبراهيم وذهب للمعبد وأمسك الفأس وقام بتحطيم كل الأصنام ماعدا كبيرهم ووضع الفأس عليه ثم انصرف.
وهذا التصرف إن دل فإنما يدل على ذكائه وفطنته وأنه يستخدم حجة العقل والمنطق في مخاطبة القوم.
ورجع القوم ووجدوا جميع آلهتهم المزعومة محطمة ،فتساءلوا فيما بينهم من فعل هذا؟
فقال أحد منهم سمعت فتى يُدعى إبراهيم يدعو إلى عبادة إلهِ واحد ويذم في آلهتنا،فأرسلوا لإبراهيم وسألوه هل أنت من فعل هذا بآلهتنا قال لا بل كبيركم هذا فعل لأن الفأس مثبتة عليه!!
فسكتوا برهة وقالوا كيف!!إن الأصنام لا تنطق ؟!
فقال أتعبدون ما لا يضر ولا ينفع؟!!
فقال القوم احرقوه وذهبوا لجمع الحطب وأشعلوا نارا عظيمة وقيدوا إبراهيم وألقوه في النار .
يا له من ابتلاءِعظيم ِ يتعرض له سيدنا إبراهيم! لكن الله لن يتركه ولن يترك النار تأكله وقد نادى الله عليها أن تكون بردا وسلاما على إبراهيم.
((قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ))
وبالفعل نجا إبراهيم من النار واستمر إبراهيم يدعوا قومه لعبادة الله الواحد الأحد .
وذهب لملك يٌدعى أنه إلها يسمى النمرود ، فكان سيدنا إبراهيم يجادله بالحجج والبراهين.
وقال اله إبراهيم إن كنت إلها حقا أن يأتي بالشمس من المغرب؛فبهت هذا الرجل الكافر.
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258) البقره