وكانت السيدة سارة لا تنجب فطلبت من هاجر أن تتزوج سيدنا إبراهيم لتنجب له ولدا.
وبالفعل تزوج سيدنا إبراهيم هاجر وأنجبت له إسماعيل .
وبعد فترة ؛ أمر الله سيدنا إبراهيم أن يتوجه بزوجته إلى البلد الحرام مكة المكرمة ، ويتركهما هناك في الصحراء،وهذا ابتلاء شديد آخر يتعرض له سيدنا إبراهيم ، ولكنه يثق في الله ويتوكل عليه ويعلم أنه لن يتركهما.
واشتد العطش على السيدة هاجر وابنها وكان إسماعيل الرضيع يصرخ من شدة الجوع وكان يريد أن يرضع من صدر أمه لكن لا يجدما يسد جوعه .
فأخذت السيدة هاجر تبحث هنا وهناك وتسعى بين الصفا والمروة بحثا عن الماء ،حتى تفجر بئر زمزم تحت قدم رضيعها .
وبعد ذلك رجع إبراهيم إلى زوجته سارة في فلسطين ، وبشرته الملائكة أن سارة ستلد غلاما فصكت السيدة سارة،وجهها من شدة التعجب ،وولدت له السيدة هاجر إسحاق.
((فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ،فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ،قَالُوا كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ))30:28الذاريات
فلما كبر سيدنا إسماعيل وأصبح شابا رأى سيدنا إبراهيم عليه السلام في المنام أنه يذبح ولده إسماعيل، فأخبر سيدنا إبراهيم ولده إسماعيل أنه رأى في المنام أنه يذبحه .
وهذا من أشد الابتلاءات التي تعرض لها سيدنا إبراهيم ولكن كان عليه أن يطع أمر الله .
فأطاع إسماعيل والده بكل أدب وبدون أى جدال وقررا أن ينفذا أمر الله.
فلما جاء سيدنا إبراهيم بالسكين ووضعها على رقبة ابنه إسماعيل إذ بالوحي ينزل عليه بكبشِ عظيم ليفدى به إسماعيل .
((فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ،فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ،وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ،قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ،إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاء الْمُبِينُ،وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ))
وكان سيدنا إبراهيم يأخذ زوجته هاجروابنهما إسماعيل ويذهب بهما إلى زيارة البلد الحرام "مكة" ،وطلب سيدنا إبراهيم من ولده إسماعيل أن يرفعا معا القواعد من البيت الحرام كما أمره الله.
كان سيدنا إبراهيم يبني البيت وإسماعيل يناوله الحجارة ،وهما يدعوان الله.
كان سيدنا إبراهيم حنيفا مسلما وما كان المشركين فهو الخليل أبا الأنبياء،ومن أولى العزم من الرسل.
((إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ،شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ،وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ،ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ))123:120النحل
- الدروس المستفادة من القصة
- كن مع الله والدعاء إليه دائما.
- الصبر عللى الابتلاء.
- حسن اليقين في الله والظن به.
- طاعة الوالدين والتأدب معهما.