كان هناك فتى اسمه يونس يعيش في قريه من قرى العراق ،كانت هذه القرية تعبد الأصنام والأوثان من دون الله .
نحتوها من الصخوروأخذوا يسجدون لها ويقدسونها تاركين عبادة الله الواحد الأحد.
ولما أراد الله بهم الخير؛ أرسل لهم رسولا لكى يدعوهم إلى عبادة الله الواحد ويبعدهم عن عبادة الأصنام والأوثان التى تضر ولا تنفع .
وكان هذا الرسول هو يونس بن متَى.
بدأ يونس يدعوا أهل قريته إلى عبادة الله ، ويخبرهم أنه سبحانه هو الإله الأعظم وهو سبحانه الرازق الذي يسير لهم أرازقهم وأقواتهم،فينبت لهم الزرع فيأكلون منه ويطعمون منه أغناهم وأنعامهم .
وهو الذي بيده مقاليده السموات والأرض،وهو الذي يستحق العباده دون غيره ؛ظل يونس يدعوا أهله ليلا ونهارا،كما فعل جميع الأنبياء من قبله ،يقول لهم:
((ياقوم اعبدوا الله ما لكم من إله ما لكم من إله غيره))
لكن قومه قابلو دعوته بالعناد وجادلوه بالأدلة الباطلة والحجج الفاسدة ، ويونس يدعوهم ويذكرهم بالأقوام السابقة وما حل بهم من عذاب الله.
يئس يونس من قومه ومن عدم طاعتهم لربهم،فحزن عليهم أشد الحزن ،وغضب منهم غضبا شديدا ،وحذرهم أن ينزل الله عليهم من غضبه وسخطه.
ترك يونس عليه السلام قومه وذهب غاضبا منهم ، وساخطاعليهم دون أن يأذن الله له بمغادرة قومه.
فاعتقد قوم يونس أن خروجه من بينهم أن العذاب نازل بهم لا محال.
وفكر القوم كثيرا فتابوا إلى الله جميعا ورجعوا إليه نادمين على ما فرطوا في عبادته سبحانه وتعالى.
فجمعوا نساءهم وأولادهم ولبسوا ملابس الرهبان ثم صعدوا قمم الجبال يرفعون أكف الضراعة لله الواحد أن يغفر لهم ذنوبهم ويتوب عليهم ،آمن كل القرية جميعا:
قال تعالى
(فلولا كانت قرية ءامنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما ءامنوا كشفنا عنهم عذاب الخزى في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين)
فلما غادر يونس قومه توجه ناحية البحر ،لم يعلم أن قومه جميعا تابوا وءامنوا بالله الواحد الأحد.
وجد هناك سفينة على أهبة الاستعداد للإقلاع فركب فيها ، وبعد تحرك السفينه دخل عليهم الليل .
وفي منتصف البحر أخذت السفينة تتأرجح حتى كادت أن تغرق.
فقرر القوم أن يلقوا أحد الركاب لكي يخففوا حمولتها ؛فقاموا عمل قرعه بينهم فوقع سهم يونس ،وكانوا يعلموا أنه رجلا صالحا ونبيا فكرروا القرعه ثلاث مرات وفي كل مره يقع سهم يونس.
فعلم يونس أن تلك إرادة الله وألقى بنفسه في البحر فالتقمه الحوت في بطنه
وكان يونس داخل الحوت في ظلمات ثلاث ؛ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت .
فعلم يونس أنه في كرب شديد ؛فبدأ يسبح الله كثيرا ويدعوه كثيرا .
كما في قوله تعالى:
(لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين)
فاستجاب الله سبحانه وتعالى لدعاء يونس ،وأمر الله الحوت أن يلفظ يونس على ساحل البحر،فأتم الله لطفه بيونس وأنبت عليه شجرة من يقطين لتظله من حر الشمس .
ولما استرد يونس عافيته ذهب إلى قومه وهو لا يعلم أنهم ءامنوا وفرحوا بعودته فرحا كبيرا .
وظل نبي الله يونس يدعوا قومه حتى توفاه الله.
- الدروس المستفادة من القصه
- أن الله يبتلينا ليختبرنا ولنتقرب منه وندعوه
- إن مع العسر يسرا
- أن ندعوا الله بإخلاص ونوقن بأن الله سيستجيب
- كل مكروب عليه بدعاء سيدنا يونس(لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) والله سيفرج كربه بإذنه.